وكالة أنباء الحوزة، دأبت عصابات كيان الإحتلال الإسرائيلي ومنذ اللحظة الأولى وبشكل مستمر على طمس هوية كل ما هو إسلامي ومسيحي من مساجد وأضرحة وكنائس ومقابر في أرض أولى القبلتين وثالث الحرمين، بعضها تم إغلاقه بشكل دائم وصار مرتعًا للخراب، والبعض الآخر تحول الى مقرات للمقامرة والخمور والدعارة ومعابد للمستوطنين المستقطبين، سعياً لطمس الهوية والتاريخ العريق لفلسطين وتغيير الحقائق.
تتعرَّض المقدسات والأوقاف الإسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة على حد سواء ومنذ العام 1948 للهدم والمصادرة والتدنيس والتحقير والإهمال وعدم السماح بترميمها أو إستخدامها وتحويلها الى بارات وحظائر للأبقار لتهويدها والقضاء على طابعها العربي الإسلامي. وتلاقي المساجد والكنائس التدنيس والتحقير على كلا المستويين السلطوي والإستيطاني.
تقرير مؤسسة الأقصى لرعاية المقدسات الإسلامية أكد أن السلطات الإسرائيلية أقدمت ومنذ العام 1948 وحتى 2016 على هدم وأغلاق أكثر من (1200) مسجدا فضلا عن العوائق التي تضعها بمنع تملك المقدسات الإسلامية وعملية السلب والنهب المستمرة للمقدسات الموجودة في أيدي الفلسطينيين، فيما بلغت القرى العربية المدمرة حوالي (750) قرية بمقدساتها ومساجدها والمقامات والمقابر المتواجدة فيها ليقام فوقها مستعمرات يقطنها مستوطنون مهاجرون من مختلف أصقاع العالم.
تزوير وتهويد المعالم العربية والإسلامية والمسيحية في فلسطين خطة محكمة ومدروسة خطط لها المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد بمدينة بازل السويسرية نهاية أغسطس/آب 1897، حيث عملت المؤسسة الصهيونية جاهدة للسيطرة على أراضي الوقف الخيري الإسلامي في فلسطين نحو 178 ألفا و677 دونماً عام 1948.
وخلال فترة وجيزة (1948 - 1967) أقدمت سلطات الإحتلال الإسرائيلي على هدم وتدمير 313 مسجداً في المناطق المحتلة، حيث تعرضت عشرات المساجد لإعتداءات متكررة كان أبرزها محاولة إحراق المسجد الأقصى عام 1969، ومجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1993، فيما بات نحو 8400 معلم عربي إسلامي في مواجهة سياسة التزوير والهدم الإسرائيلية.
ثم منذ عام 1948 وحتى نهاية 2015 اعتدت قوات الإحتلال الصهيونية وقطعان المستوطنين على مئة كنيسة ومقبرة في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما أقدمت عليها منظمات "تدفيع الثمن" و"تاج محير" و"لاهافا" ضمن المنظمات التي تستهدف المسيحيين وتدعو لإحراق كنائسهم في جميع أماكن تواجدهم حسب الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى.
* علي جميل.. الخبير والباحث في الشؤون الدولية